مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/09/2022 10:12:00 م
ماحقيقة حرق الصين لشركاتها - الجزء الأول - تصميم الصورة وفاء مؤذن
ماحقيقة حرق الصين لشركاتها - الجزء الأول
 تصميم الصورة وفاء مؤذن 
استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية سبعينيات القرن العشرين، أن تفرض نفسها كقوةٍ عظمى، بعد أن تفوّقت على الاتحاد السوفيتي في شتّى المجالات، ولكن هذا لم ينهِ الحرب الباردة بينهما بل جعلها تتأجج، ولكن العالم بدأ يدرك حينها، بأن الفكر الرأسمالي في طريقه إلى السيطرة على العالم وإلى تحجيم الفكر الشيوعي، وخاصةً بعد الانتصار الأمريكي الكبير في مجال علوم الفضاء، عندما نجحت في إرسال البشر إلى القمر، ولكن فرحة الأمريكيين لم تكتمل، لأنهم سرعان ما تنبهوا إلى خطرٍ أكبر يهدد سيادتهم.

الخطر القادم من الشرق

برزت الصين كقوةٍ بشريةٍ عظمى، بسبب عدد سكانها الكبير، ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأت الصين تخطو بسرعةٍ نحو النمو الاقتصادي، ما جعل الحكومات الأمريكية المتعاقبة تأخذ حذرها من هذا المارد النائم الذي بدأ يصحو، والأخطر بالنسبة للأمريكيين كان السلطة الشيوعية الحاكمة في الصين، وهذا كله دفع الرئيس الأمريكي نيكسون إلى زيارةٍ تاريخيةٍ إلى الصين، ليفتح أبواب العلاقات بين البلدين.

خطط أمريكية مستقبلية بشأن الصين

اعتقد الأمريكيون بأن العلاقات السياسية والسياحية والتجارية الجيدة مع الصين، ستؤدي مع الوقت، إلى تخلّيها عن فكرها الشيوعي وتوجهها نحو الفكر الأمريكي الرأسمالي، وبالفعل بدأت الصين تتخلى عن بعض مفاهيمها الشيوعية وراحت تستبدلها بمفاهيم رأسمالية تناسبها، ورغم البطء الشديد في ذلك التحول إلا أنه بدأ بالفعل، وما يدل على ذلك هو وجود العديد من الشركات الصينية العملاقة، فبدأ بذلك يتحقق ما تنبأت به الولايات المتحدة، بأن يمتلك رجال الأعمال الكبار زمام الأمور في الصين.

مؤشراتٌ لا تُنبئ بخير

في كلمةٍ ألقاها أحد كبار رجال الأعمال الصينيين، في عام 2020، انتقد بعض رموز الدولة الصينية، وهذا ما لم نكن نجده في الصين قبل عدة سنوات، ومع أن انتقاده لم يكن لاذعاً، بل كان أشبه بتلميحٍ بسيط، إلا أن ردود الأفعال كانت غير متوقعة، ففجأةً بدأت |الشركات الصينية| العملاقة تنهار واحدةً تلو الأخرى، فما الذي يحدث فعلاً وراء الكواليس الصينية؟

كلمات جديدة تظهر في الصين: انتشرت في الصين منذ سنوات، بعض المفردات الجديدة التي تفرض نفسها على |الاقتصاد الصيني|، مثل شركة |علي بابا| ومؤسسها "|جاك ما|"، والاحتكار، والبيانات التجارية، وطرح أسهم الشركات الصينية في البورصة الأمريكية، بالإضافة إلى رقم 996 الذي سنعرف معناه بعد قليل، ولفهم الأزمة الصينية الحالية، يجب البدء من عند السيد "جاك ما".

من هو "جاك ما"؟ 

عند الحديث عن "جاك ما"، مؤسس شركة علي بابا، فنحن نتحدث عن أحد عمالقة الاقتصاد الصيني، فهو حالياً أشهر شخصيةٍ صينيةٍ في العالم كله، ويتمتع بشخصيةٍ نادرة، ذات حضورٍ مميز، وما يميّزه أنه بدأ برسم صورته العالمية منذ زمنٍ بعيد، وله نشاطاتٌ كثيرة، فقد رأيناه كمحكّمٍ في أحد البرامج المختصة بروّاد الأعمال الأفارقة، كما التقى بالكثير من الزعماء الغربيين، ولعل لقاءه برموز السلطة الأمريكية أسهل من لقاء رجال الحكومة الصينية بهم، فقد ظهر في عام 2017 مع دونالد ترامب قبل عدة أيامٍ فقط من توليه الرئاسة.

اقرأ المزيد في الجزء الثاني.

بقلمي: سليمان أبو طافش

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.